تخيل مستقبلاً حيث تقوم المركبات الذاتية القيادة الأنيقة باصطحابك. لا سائق، فقط ذكاء اصطناعي متقدم يوجهك بسهولة عبر المدينة. هذا المستقبل أصبح أقرب بكثير الآن، حيث تتعاون شركة أوبر مع شركة لوسيد موتورز لصناعة السيارات الكهربائية المدعومة من السعودية، وكذلك مع عملاق الروبوتات الأمريكي نورو لإطلاق برنامج “الروبوتاكسي” ثوري.
تشير هذه الشراكة الجريئة إلى التزام أوبر بقيادة سباق النقل الذاتي، وتعد بتغيير جذري في التنقل العالمي.
استثمار أوبر الضخم في تكنولوجيا القيادة الذاتية
تخطط أوبر لضخ ملايين الدولارات في هذه الشراكة المتطورة، مما يجعلها رهانًا جريئًا على مستقبل تكنولوجيا القيادة الذاتية. من المقرر أن ينطلق البرنامج في إحدى المدن الأمريكية الكبرى في أواخر عام 2026، مع خطط للتوسع في المستقبل.
في قلب هذه المبادرة توجد 20,000 سيارة كهربائية فاخرة من لوسيد موتورز، ويشغل كل منها منصة القيادة الذاتية من نورو التي تبلغ مستواها 4. وهذا يعني أن السيارات ستكون قادرة على العمل بدون تدخل بشري في معظم الظروف، مما يوفر تنقلًا خاليًا من الأيدي.
نموذج الروبوتاكسي قيد الاختبار بالفعل في لاس فيغاس، مما يمهد الطريق لإطلاق أكبر في أواخر 2026.
مدن ذكية ومستدامة في الأفق
هذه المبادرة ليست فقط من أجل التكنولوجيا؛ فمن المتوقع أن تعيد الروبوتاكسي الخاصة بأوبر تشكيل المدن، وتقلل من الانبعاثات، وتحسن الحياة الحضرية بشكل كبير. وفقًا للرئيس التنفيذي لشركة أوبر، دارا خسروشاهي، “المركبات الذاتية القيادة لديها إمكانات هائلة لتحويل مدننا إلى الأفضل.”
يدعم هذا المشروع التوجه العالمي نحو الاستدامة، ويتماشى تمامًا مع أهداف المناخ الدولية ورؤية المدن الأكثر إشراقًا ونظافة.
تتكامل منصة الذكاء الاصطناعي الرائدة من نورو مع أنظمة الأمان المتقدمة، مما يضمن أن كل رحلة في روبوتاكسي أوبر ستكون آمنة قدر الإمكان. تشمل الاختبارات القاسية بيئات محاكاة، دوائر مغلقة، واختبارات في الشوارع تحت إشراف. مما يعني أن العملاء يمكنهم الجلوس في المقعد الخلفي وهم مطمئنون بأنهم في أيدٍ روبوتية آمنة.
الآفاق المستقبلية
على الرغم من التقدم الكبير، يلاحظ الخبراء أن تحقيق القيادة الذاتية الكاملة (المستوى 5)، حيث قد تفتقر المركبات حتى إلى عجلة القيادة والدوواسات، لا يزال بعيدًا لعقود. حيث يتوقع تقرير صادر عن GlobalData في 2023 أن هذا التحول الكامل قد يستغرق حتى 20 عامًا.
ومع ذلك، تمثل شراكة أوبر-لوسيد-نورو خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف. وأشار مارك وينترهوف، الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة لوسيد، إلى أن هذه الشراكة هي “بداية طريقنا لتمديد ريادتنا في الابتكار والتكنولوجيا إلى هذا السوق الذي يقدر بمليارات الدولارات.”
هل ستصل الروبوتاكسي الخاصة بأوبر إلى الشرق الأوسط؟
نظرًا لدعم صندوق الاستثمارات العامة السعودي لشركة لوسيد موتورز، هناك تكهنات كبيرة حول نشر الروبوتاكسي في مناطق مثل السعودية والإمارات. مع وجود أوبر في أكثر من 70 دولة وأكثر من 34 مليون رحلة يومية، فإنها تتمتع بالقدرة على قيادة هذا التوجه، مما يجعل النقل الذاتي متاحًا على نطاق واسع.
تابعنا وكن على اطلاع بأحدث المعلومات على مدونة عرب ويلز.