الولايات المتحدة تخفف معايير كفاءة استهلاك الوقود في السيارات الجديدة

0 6

تخطط الحكومة الأمريكية لتخفيف معايير كفاءة استهلاك الوقود في السيارات الجديدة، إذ يقترح التعديل الأخير خفض الهدف إلى 34.5 ميلاً لكل غالون بحلول عام 2031، بعدما كان الهدف الأصلي يبلغ 50.4 ميلاً لكل غالون.

يقول المؤيدون إن التراجع عن هذه المعايير سيسهم في تقليل التكاليف على شركات صناعة السيارات، ويتوقعون توفيرًا يصل إلى حوالي 35 مليار دولار حتى عام 2031. وقد يستفيد المشترون من هذه الخطوة إذا ما قررت الشركات تمرير التوفير إليهم، حيث يمكن أن ينخفض متوسط سعر السيارة الجديدة بنحو 930 دولارًا.

الأسعار المنخفضة في البداية قد تجذب المشترين، لكن الخبراء يحذرون من أن التأثير على المدى الطويل قد يكون مختلفًا.

زيادة استهلاك الوقود قد تلغي أي وفورات

يعني التراجع عن المعايير أن السيارات ستستهلك وقودًا أكثر على المدى الطويل. ويتوقع المحللون زيادة في الاستهلاك تصل إلى 100 مليار غالون حتى عام 2050، وقد يكلف هذا الوقود الإضافي السائقين ما يصل إلى 185 مليار دولار.

وحذّر جيسون شوارتز، المدير القانوني في معهد نزاهة السياسات بجامعة نيويورك، من أن الوفورات عند شراء السيارة ستتلاشى بسرعة كبيرة، مضيفًا أنها “ستتبدد بسرعة فعلًا”.

وقد يشعر السائقون الذين يمولون سياراتهم من خلال القروض بالضغط الأكبر، إذ أن استهلاك الوقود المرتفع على مدى سنوات قد يتجاوز ما تم توفيره عند الشراء. كما أن الحاجة المتزايدة للتزود بالوقود سترفع التكاليف الإجمالية لامتلاك السيارة.

دعم من الصناعة وتحذيرات بيئية

بعض شركات السيارات ترحب بتخفيف معايير كفاءة الوقود، مشيرة إلى أنها تمنحهم حرية أكبر في إنتاج مجموعة أوسع من المركبات. وقد تعود الطرازات الأكبر إلى السوق. وصرح مسؤولون أن هذه القواعد الجديدة قد تعيد سيارات الواجن (station wagon) إلى خطوط الإنتاج.

من جانبهم، عبّرت الجماعات البيئية عن قلقها، قائلة إن المعايير الأضعف ستؤدي إلى زيادة الانبعاثات. حيث إن قطاع النقل هو المصدر الأكبر لتلوث الكربون في الولايات المتحدة. وانخفاض كفاءة الوقود قد يبطئ من التقدم الوطني نحو تحقيق الأهداف المناخية.

كما يحذر الخبراء من أن زيادة استهلاك الوقود سترفع من الطلب على النفط، مما قد يؤدي إلى مخاطر اقتصادية وبيئية جديدة.

ما الذي يجب أن يتوقعه السائقون

قد يلاحظ السائقون انخفاضًا في أسعار السيارات على المدى القصير، وقد يجدون خيارات أكثر من الطرازات. لكن يجب عليهم أيضًا التفكير في تكاليف الوقود على المدى الطويل. فهذه التكاليف الإضافية قد تُلغي أي توفير أولي.

ويضع التراجع في معايير كفاءة استهلاك الوقود المستهلكين عند مفترق طرق، إذ يقدم فوائد فورية، لكنه يخلق مخاطر مالية مستقبلية، ويزيد الضغط على جهود مواجهة التغير المناخي.

ومع استمرار الجدل، على المشترين وصناع السياسات موازنة عامل القدرة على تحمل التكاليف مع التكاليف بعيدة المدى. فقد يشكّل هذا القرار مستقبل النقل في البلاد لسنوات قادمة.

تابعوا مدونة عرب ويلز للمزيد من المعلومات حول عالم السيارات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.