في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في السعودية (GACA) عن شراكة استراتيجية مع شركة Archer Aviation لجلب التاكسي الطائر الكهربائي (eVTOL) إلى المملكة. وتم الإعلان عن هذه الشراكة في 10 ديسمبر 2025، باعتبارها خطوة بارزة ضمن أهداف النقل لرؤية السعودية 2030، والتي تشمل تبنّي حلول التنقل الجوي من الجيل الجديد.
بموجب هذه الاتفاقية، تسعى الهيئة العامة للطيران المدني وآرتشر إلى وضع مسار تنظيمي واضح لإدخال طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية (eVTOL) في المملكة. وسيتم تطوير هذا الإطار بالتوافق مع المعايير الدولية، لا سيما إرشادات اعتماد إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA)، لضمان السلامة والاتساق وقابلية التشغيل العالمية لهذه الأنظمة الجوية المبتكرة.
شراكة الهيئة العامة للطيران المدني وآرتشر لتطوير التاكسي الطائر
تركّز الشراكة بين الهيئة العامة للطيران المدني وشركة آرتشر على تطوير إطار تنظيمي متين لصناعة eVTOL، وإجراء رحلات إثبات المفهوم لاختبار العمليات. كما تشمل هذه المبادرة إنشاء البنية التحتية اللازمة لتشغيل التاكسي الطائر الكهربائي، مثل محطات الشحن والمناطق المخصصة للإقلاع والهبوط.
وأكّد الكابتن سليمان بن صالح المحيميدي، نائب الرئيس التنفيذي لسلامة الطيران والاستدامة البيئية في الهيئة العامة للطيران المدني، على أهمية هذا التعاون، حيث قال:
“يُعد توقيع مذكرة التفاهم خطوة مهمة في دعم رؤية المملكة للتنقل الجوي المتقدم. ومن خلال العمل مع شركاء عالميين مثل آرتشر، نواصل تعزيز الأسس التنظيمية والتشغيلية اللازمة لدمج طائرات eVTOL بأمان في نظام الطيران لدينا.”
وسيُركّز المشروع على برامج تجريبية في مدن رئيسية مثل الرياض وجدة، بما في ذلك مبادرة “البحر الأحمر الدولية”، تماشيًا مع أهداف المملكة الأوسع لتحديث البنية التحتية لقطاع النقل.
الاختبارات والتفاعل المجتمعي لدعم النمو
لتسريع إدخال التاكسي الطائر الكهربائي، ستقوم الهيئة العامة للطيران المدني وآرتشر بتنفيذ سلسلة من الرحلات التجريبية والعروض التوضيحية. وتهدف هذه الاختبارات إلى تحسين الأساليب التنظيمية، وإبراز إمكانيات طائرات eVTOL أمام الجمهور، وتحفيز الاهتمام والحماس تجاه هذا النموذج الجديد من وسائل النقل الجوي. كما تسعى المبادرة إلى بناء الثقة العامة من خلال التركيز على عوامل الأمان والإعتمادية.
وأعرب آدم جولدشتاين، الرئيس التنفيذي لشركة آرتشر، عن حماسه للمشروع بقوله:
“السعودية تتحرك بسرعة ووضوح مذهلين، ونحن فخورون بأن الهيئة العامة للطيران المدني اختارت التعاون معنا في هذا الجهد. إطلاق العمليات التجريبية في المملكة سيساعدنا في تحويل هذا البرنامج إلى واقع بأمان وسرعة.”
رؤية نحو تنقل جوي متقدم ومستدام
تُعد هذه الشراكة جزءًا محوريًا من الرؤية الأوسع للسعودية بشأن التنقل الجوي المتقدم والمستدام. حيث ستُساهم طائرات التاكسي الكهربائي في تقليل البصمة الكربونية للمملكة، إلى جانب تحسين التنقل الحضري من خلال توفير بدائل فعّالة للنقل الأرضي التقليدي. وبحلول عام 2030، تطمح السعودية إلى أن تكون رائدة عالميًا في مجال التنقل الجوي، مع أنظمة متطورة تلبي الطلب المتزايد على وسائل نقل أسرع وأنظف.
ومع اقتراب التاكسي الطائر الكهربائي من أن يصبح واقعًا ملموسًا، تواصل السعودية ترسيخ مكانتها في طليعة الابتكار في مجال الطيران، عبر مزيج من الرؤية التنظيمية والتقدّم التكنولوجي. وتُمهّد هذه المبادرة الطريق لعصر جديد في السفر الجوي، من شأنه أن يُعيد تعريف كيفية تنقل الناس داخل المدن وعبر أرجاء المملكة.
تابعوا مدونة عرب ويلز للحصول على آخر أخبار السيارات والتحديثات اليومية.
